تجربتي الإعلامية
مجموعة دورات شاملة لمساعدتك في التحرر من المشاعر المكبوتة، تحسين قراراتك، التغلب على القلق، والتعافي من الصدمات، من خلال تقنيات فعّالة لتحقيق التوازن النفسي والجسدي.
مجموعة دورات شاملة لمساعدتك في التحرر من المشاعر المكبوتة، تحسين قراراتك، التغلب على القلق، والتعافي من الصدمات، من خلال تقنيات فعّالة لتحقيق التوازن النفسي والجسدي.
«أولادنا ليسوا امتدادًا لنا، بل أرواح حرة جاءوا برسالتهم الخاصة في الحياة»
- جبران خليل جبران-
*****
«أصعب ما في تربية الأبناء أننا أحيانا نربّي أبناءنا ونحن نداوي أنفسنا»
هذه المقولة لخبيرة التربية البريطانية «Sue Atkins» التي عبّرت عن معاناتنا كآباء في طريق التربية الطويل الذي إن لم نبدأه بالتصالح مع أنفسنا فلن نستطيع أن نمضي فيه بسلام.
لذلك فإذا تعثَّر الأبناء فذلك لأن الآباء لم يستطيعوا معالجة جروحهم التي قمعوها داخل أرواحهم منذ الطفولة.
تقول أوبرا وينفري: «لا يمكنك أن تمنح أبناءك حبًا متوازنًا إن لم تكن قد منحت نفسك هذا الحب أولًا.»
وقصة طفولة هذه الإعلامية الشهيرة معروفة إذ لم تحظ بالحب الكافي في طفولتها.
نحن أحياناً نحاول أن نربّي أولادنا بمثالية، بينما نحمل ربما عقداً نفسية لم نعالجها بعد.
وهذا جوهر التحدي الذي نعيشه نحن - الجيل الذي يربّي أبناءه وهو لا يزال يتعلم كيف يربّي نفسه من جديد وينفض عن روحه مخلفات الألم من طفولته أو تجاربه الحياتية بشكل عام. في كل مرة أجد نفسي قلقة من سلوك أحد من بناتي، أسأل نفسي: «هل هي من تحتاج التهذيب، أم أنا من تحتاج إلى التوازن؟ ما بين برمجة قديمة لكثير من مفاهيمي وبين تحديث جديد لها».
كلنا نردد أن هذا الجيل مختلف، فهو لا يخاف من التجربة، ولا يخجل من التعبير عن احتياجاته، ولا يتردد في اختيار نمطه الخاص في العيش.
وحين نربّي أبناءنا اليوم، ننطلق من مشاعر مركّبة: بين الحب، والخوف، والرغبة العميقة في تعويض ما افتقدناه.
بعض من جيل الأمهات اليوم حملن في داخلهن طفلات كنّ ينتظرن إذنًا بالحرية، ولم يُمنح لهن، كبرن يراقبن بناتهن وهن يعشن تلك الحرية التي حُرمن منها، فيفرحن لهن ويرتبكن..
كيف نضبط إيقاع التربية دون أن نخنق أرواح أولادنا؟
كيف نمنح الحرية دون أن نفرّط في التوجيه؟
شباب اليوم الذين يتمتعون بحرية التعبير عن الرأي وبممارسة ما يقتنعون به وليس ما يتوجب فعله ضمن معايير المجتمع.. كيف نتعامل معهم؟
نعترف بأن الزمن تغيّر، والأبناء كذلك.. ونحن أيضًا.
ولم تعد التربية تلقينًا ولا توجيهًا من طرف واحد، بل أصبحت التربية شراكة، نستمع فيها أكثر مما نتكلم، نلاحظ أكثر مما نحكم.
أصبحنا ونحن نرّبي أبناءنا، نعيد تربية ذواتنا من جديد ونستوعب مفاهيم جديدة ونقبل قيماً جديدة، ليس المطلوب أن نتنازل عن كل قيمنا، بل أن نعيد اكتشافها بما يناسب العصر.
ليس المطلوب أن نُشبه أمهاتنا، ولا أن نتحول إلى «أصدقاء فقط»، بل أن نكون آباء وأمهات يملكون الوعي والشجاعة للاعتراف بأننا نتعلم من أولادنا ومعهم.
«إيما واتسون»، نجمة سلسلة «هاري بوتر» الشهيرة، تحدثت أكثر من مرة عن أثر انفصال والديها وهي صغيرة، وكيف أن والدتها كانت تحاول تعويضها عن كل نقص بالحرية والحنان الزائد.
لكن إيما وصفت ذلك لاحقًا بأنه أوقعها في صراع حين وصفت معاناتها بأنها كانت حرّة أكثر من اللازم في سن مبكرة، وكانت تبحث عن «حدود واضحة» تمنحها الشعور بالأمان.
حتى نوايا التعويض الطيبة، إن لم تكن متزنة، قد تؤدي إلى تربية مشوّشة.
وهنا أتساءل: كم نحاول تعويض أبنائنا عما افتقدناه، بينما ما يحتاجونه هو وعينا لا فقط عطاؤنا؟
ما بين الوعي والعطاء المسرف مساحة علينا إدراكها لنستمتع بالتربية ونواصل الطريق.
لا يوجد تعليقات حتى الآن، كن أنت أول من يضيف تعليق