الإعلام والتشافي: الظهور بقوة من الداخل

الإعلام كأداة للشفاء: كيف نروي قصصنا دون أن نُستنزف؟

كم مرة شاركت قصة مؤثرة في برنامج أو لقاء ثم شعرت أنك منهك بعدها؟ الإعلام، إن لم يُمارس بوعي، قد يتحول من أداة للتأثير إلى قناة لاستنزاف الطاقة.
الحكاية، حين تخرج من مكانٍ لم يُشفَ، تعيد الجرح إلى السطح، بينما الحكاية التي تُروى من موضع قوة، تتحول إلى دواء لمن يسمعها، وراحة لمن يقولها
من خبرتي الإعلامية، تعلمتُ أن السرد لا بد أن يمر أولاً عبر الذات، عبر صدقٍ لا يستعرض، بل يبتغي نفع الناس ،لذلك أدعو المشاهير والمؤثرين في مواقع التواصل الاجتماعي  أن يبدؤوا من الداخل: نظّف مشاعرك، تفهّم قصتك، ثم شاركها جمهورك.
في البرامج التدريبية التي أقدمها لعملائي ، انشر تقنيات متنوعة لمواجهة المشاعر السلبية قبل أن تظهر في صورة آلام جسمية ،ويتم التدريب على تحرير المشاعر السلبية حتى تزول الآلام الجسمية، كما أن تمارين التنفس والتأمل فعّالة في حماية طاقتهم أثناء العمل، فالحضور الإعلامي المتوازن   هو القادر على أن يترك الأثر دون أن يُستنزف صاحبه.

سؤال رائع، وذو بُعد عميق، لأن الظهور الإعلامي للمشاهير لا يتعلّق فقط بالصورة الخارجية، بل يرتبط ارتباطًا مباشرًا بـ الحالة الشعورية التي ينطلق منها المشهور أمام الجمهور والكاميرا

كيف يدعم العلاج الشعوري الظهور الإعلامي للمشاهير؟

1-تحرير الخوف من الحكم والتقييم

المشاهير غالبًا ما يشعرون بالخوف من تعليقات الجمهور أو الإعلام، مما يجعل ظهورهم متوترًا أو متصنعًا

العلاج الشعوري يساعدهم على تفريغ مشاعر الخوف، الخجل، القلق، والرفض، فيصبح الظهور أكثر أصالة وثقة

عندها يتحدث المشهور بطلاقة... يظهر بطبيعته، ويصل للناس بصدق

2-فك التعلق بصورة المثالية

يُدرَّب كثير من المشاهير على الظهور بصورة مثالية دائمًا. لكن هذا يخلق ضغطًا داخليًا هائلًا

العلاج الشعوري يُعلّمهم معنى أنّ

“قوتي في حقيقتي، لا في قناعي”

وهذا يحررهم من إرهاق التمثيل الدائم أمام الكاميرا

3-تعزيز الاتصال بالجسد والصوت

أغلب المشاكل في الأداء الإعلامي (ارتجاف الصوت، جفاف الفم، توتر الجسد) سببها مشاعر مكبوتة

العلاج الشعوري يعزز الاسترخاء الجسدي مما ينعكس إيجابيا على الانسياب الصوتي وبالتالي يتسع الإحساس بالمساحة الآمنة داخل النفس،فيظهر الفنان/المشهور بثبات، وبحضور “كاريزمي” طبيعي

4-التعبير عن الرسالة بوضوح عاطفي

عندما يُفرغ المشهور مشاعره الداخلية المتراكمة، يكون أكثر قدرة على التعبير عن رسالته بصدق، سواء في مقابلة أو لقاء تلفزيوني أو حتى على إنستغرام فالجمهور يشعر بطاقة الشخص، وليس فقط بكلماته

5-إعادة بناء العلاقة مع الإعلام من مكان قوة

كثير من المشاهير لديهم تجارب سابقة سلبية مع الإعلام (تشويه، نقد قاسٍ، اشاعات)

العلاج الشعوري يساعدهم على تحرير صدمة الماضي، وبناء علاقة جديدة مع الإعلام من مكان ناضج وآمن

العلاج الشعوري لا يجمّل الواجهة، بل يُرمم الداخل،

حتى يصبح الظهور الإعلامي انعكاسًا لـ اتساق داخلي حقيقي، لا مجرد صورة لامعة